#الكبرياء والعنصرية

LIVE

«الكبرياء والعنصرية» رواية للكاتبة الإنكليزية «جين أوستن». تقع أحداثها في القرن الثامن عشر وتتحدَّث عن قصَّة خمس أخوات من أسرة متوسطة الحال هي «أسرة بينيت»، الأب فيها ذو شخصية انطوائية ساخرة يؤثر العزلة في مكتبته على الاختلاط بالناس، والأم مستميتة في العثور على أزواج مناسبين لبناتها الخمس، خاصَّة البنتين الكبيرتين «جين» و«إليزابيث».

الأخت الثانية «إليزابيث» أو «ليزي»، هي بطلة الرواية، ونرى الأحداث من منظورها. وهي التي تُشعرنا بأن الرواية مُميَّزة، مع أنَّ الأحداث عادية مُستمدَّة من الحياة اليومية. فكيف ذلك؟

إنَّ طريقة تفكير ليزي تجعل من رواية إنكليزية تتحدَّث عن (البحث عن أزواج للأخوات بينيت) قصة ترويها فتاة مثقفة وواعية ترفض طريقة التفكير التي كانت سائدة في ذلك العصر. إنَّ إليزابيث جميلة، هذا صحيح، ولكنها ليست مجرد وجه جميل، فهي تحبُّ القراءة، والتأمل والتنزه في الطبيعة، إنَّها لا تتقن الرسم أو تجيد الغناء أو العزف باحتراف على آلة موسيقية (كما كان يُفترض للفتيات النبيلات أن يتعلمن في ذلك العصر)، ذلك أن والدهن تركهن ينشأن بحرية بعيداً عن الأنظمة التعليمية المتزمتة، فهي تقرأ الروايات (لم يكن من اللائق أن تقرأ الفتيات الروايات وقتها)، وكل كتاب في مكتبة والدها متاح لها.

إلا أن ليزي التي تستحق أن ينظر الآخرون إلى جمال عقلها لا جمالها الخارجي وحسب، ارتكبت هي خطأ الحكم على الآخرين وفقاً لأشكالهم أو بناءً على الانطباع الأول الذي يوحون به. هذا هو الصراع الثاني في الرواية: سوء الفهم الذي حصل بينها وبين السيد دارسي. فهو قد وجدها جميلة ولكنَّه رآها متغطرسة ومن طبقة اجتماعية متدنِّية. وهي رأته مغروراً متكبراً فقط لأنَّه من أسرة نبيلة وثرية. هذا هو معنى «العنصرية» المذكورة في العنوان: عنصرية إليزابيث تجاه دارسي، وكبرياء الآخر تجاهها وتجاه عائلتها.

ظلَّت إليزابيث تتجنب دارسي إلى أن عرفت بأنَّه من تسبب بإلغاء الزواج المرتقب لصديقه من أختها «جين»، وحصل ذلك في نفس اليوم الذي تلقَّت فيه عرضاً بالزواج من دارسي نفسه. وهنا حصل الصدام في القصة: لأنَّها تصارحه برأيها الحاد نحوه، وهنا يُجرح غرور دارسي ويتراجع، وتظن ليزي بأنَّه لن يعود أبداً.

بعد تصاعد التوتر في القصة تبأ العُقَد بالانحلال: تتعرَّف ليزي ودارسي أكثر إلى بعضهما عن طريق الرسائل، وعندما تزور ليزي قصر أسرة دارسي وتستمع إلى رأيي مدبرة المنزل بسيدها، تبدأ نظرتها العنصرية حول دارسي تتبدَّل إلى احترام. كما يبدأ كبرياء دارسي بالتلاشي ليحل مكانه احترام لليزي وأسرتها التي لم ترق له في بادئ الأمر. وتنتهي الرواية نهاية سعيدة لأغلب الشخصيات.

بالنسبة إلي، لم أتوقع أن أجد تشابهاً كبيراً بيني وبين بطلة رواية تقع أحداثها في القرن الثامن عشر، توقعت أن أجد رواية مشهورة فقط لأنها حصلت على فيلم سينمائي عام 2005، فجربت قراءتها، ولكنَّي بعد ذلك تقمَّصتُ شخصية ليزي وصراعها ضد مجتمع يُعدّ الفتاة لتكون زوجة صالحة وحسب. في حين تبحث الفتاة عمَّن يحترمها أولاً.

لدي تقليد كلَّ عام وهو أن أقرأ كتاباً أو رواية باللغة الإنكليزية خلال فصل الشتاء، وهذه الرواية هي أطول كتاب باللغة الإنكليزية قد قرأته حتى الآن (300 صفحة) وكانت تجربة ممتعة أكثير ممَّا توقَّعت. الآن وقت مشاهدة الفيلم!

Quotes:

“Vanity and pride are different things, though the words are often used synonymously. A person may be proud without being vain. Pride relates more to our opinion of overselvfs, vanity to what we would have others think of us. ”


“There are few people whom I really love, and still fewer whom I think well. The more I see of the world, the more I dissatisfied with it; and everybody confirms my belief of the inconsistency of all human characters, and of the little

that can be placed of the appearance of either merit or sense. ”


“I am particularly unlucky in meeting with a person so well able to expose my real character, in apart of the world where I had hoped to pass myself off with some degree of credit. ”


“I certainly have not the talent which some people possess,… of conversing easily with those I have never seen before. I cannot catch their tone of conversation, or appear interested in their concerns… ”


“We all love to instruct, though we can teach only what is not worth knowing.”


“I can’t fix on the hour, or the spot, or the look, or the words, which laid the foundation. It is too long ago. I was in the middle before I knew I had began.”

loading