#المرآة

LIVE

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

{أُريت النار، فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط}.

[صحيح بخاري :29ص104].

العشير: الزوج.

لا إله إلا الله  …
كنت أقرأ يوما في صحيح البخاري  …
فاستوقفني هذا الحديث  …
نعم  …
لقد أدهشني هذا الحديث  …
بعد ذلك  …
تأملت واقع بعض نساءنا فوجدت أن حالهم ينطبق عليه هذا الحديث  …
يا الله  …
لقد خشيت على والدتي من النار  …
لقد خشيت على أخواتي وأقاربي من النار …
لقد خشيت على نساء المسلمين من النار  …
بعد هذا التأمل !
قرأت هذا الحديث مرّة ومرتين وثلاثة بل حفظته ، ثم نقلته لأهلي  …
فقلت لم لا أنقله لأخواتي المسلمات من أجل تذكيرهم ونصحهم حتى لا يكن من أهل النار …

أيتها المرأة الغالية !!

أرجوا أن تقرئي هذا الحديث الآن *

ــــــــ ـــــــــ

لعلكِ فهمتي ما يقصد هذا الحديث *

أختي المسلمة /
 … الآن  …
أعيدي شريط الذكريات من المواقف التي أنكرتي فيه إحسان زوجكِ أو أبيكِ أو أحد إخوانِك …

سواء كان ذلك ( أي الجحود ) مشافهة ً معهم **
أو
كان ذلك عن طريق سماعة الهاتف مع زميلاتك **
أو
كان ذلك مع والدتك ، وأخواتك **
أو
كان ذلك عن طريق معاملتك السيئة مع والد أو والدة زوجك ، أو أبناء إخوانك **
أو
كان ذلك عن طريق التعامل السيئ مع أي فردٍ منهم **
أو أو أو  …
أرجوا أن تتذكري  … وتتأملي في أحوالك  …
لا تستعجلي  …
لا تستعجلي  …

إذا تذكرتي وانتهيتي  …

فأرجوا أن تعيدي قراءة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم …

أيها الغالية  … أنتِ تريدين الجنة ولا شك في ذلك  …

فما هي لمساتكِ بعد هذا الحديث  …

أولا ً /
استغفري الله وتوبي إليه ، واعلمي أن هذا دين العدل ، ودين الرحمة ، ودين المحبة  …
توبي إلى الله عز وجل توبة صادقة لا رجعة فيها  …
فيا حسرة من كانت النار مسكنها بسب جحودها لإحسان لزوجها أوإحسان غيره …
نعم قد تكوني من الصالحات وقد تكوني من الداعيات لكن قد تكوني مبدعة في فن الجحود وإنكار الجميل …

ثانياً /
عودي نفسك على الإحسان لزوجك مهما بدر منه ، وأيضا ربّي نفسك على عدم الجحود سواء كان ذلك لله عز وجل ، أو للزوج أو للمخلوقين  …
ولقد دعتني للخلاف عشيرتي.. … ..فعددت قولهم من الإضلال
إني امرؤٌ فيَّ الوفـــــاء سجيـة.. … .وفعــال كل مهـذب مفضـال

ثالثاً /
أشكري زوجك على أفعاله الحسنة ، وذكريه بما فات من معروفه الذي قدّمه لكِ ، أو قدّمه لأهلِك ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول( من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) ، وأيضاً لا تنسي أبيكِ ومن له حقٌ عليكِ … ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من أعطي عطاء فوجد فليجز به ، ومن لم يجد فليثن ، فإن من اثنى فقد شكر ، ومن كتم فقد كفر ، ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور ) صححه الألباني

رابعا /
إذا كان زوجك أو أحد أقاربك له صفات ذميمة ، أو تعامل سيئ ، أو أنكر لكِ جميلا فقابلي ذلك بالصبر والإحسان  …
فالجميل كإسمه، والمعروف كرسمه، والخير كطعمه  …

خامسا ً /
ابتعدي عن كثرة الجدال  … لأن ذلك قد يفضي أثناء غضبك إلى الجحود والنكران  … فالحبيب صلى الله عليه وسلم يقول ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا )  .

سادسا /
لا تتفنني في زخرفة الخيال لديك بأهمية تأديب الزوج بهذا الأسلوب… وأن الرجال لا ينفع معهم إلا ذلك  …
ولكن كوني امرأة صالحة منصفة …لا تجرح مشاعر زوجها ولا تنكر إحسانه  …

أختي المسلمة /

بعد قراءتك وفهمك وحفظك لهذا الحديث  …
لا تلبسي النظارة السوداء عندما يسود الخلاف بينكما ، فما يقع فيه بعض النساء من الخلاف الطبيعي بين الزوجين يجعل بعضهن تلبس هذه النظارة فلا ترى كل شيء على كيانه ….
فتجدها تخفي الحسن من أفعال ذلك الزوج ، وتظهر القبح  …

و ما ينجر عليه بعض النساء من الجحود والنكران هو أن كل امرأة تبدأ تعرض لصديقاتها ذلك فتقول زوجي عصبي ( وهو إنسان له أخلاقه الحسنة لكنه غضب في أحد الأوقات ، فعلقت المرأة هذا الموقف على جميع محاسنه) .

أو أن تقول زوجي بخيل (لأنه رفض لها طلب غير مقتنع فيه أو لم يتيسر له مبلغ هذا الطلب آنذاك ومع ذلك يؤدي النفقة الواجبة واللوازم التي ينبغي أن ييسرها) .
أو غير ذلك من الأمثلة حيث تعلق بعض النساء موقف سلبي في حياة الرجل على مواقفه الإيجابية في حياته كلها  …

أختي المسلمة /
القناعة كنز لا يفنى  … فاقنعي بالقليل يأتيك الكثير ولا يملأ فم ابن آدم إلا التراب  …
وتذكري عاقبة الغيبة فما سمعنا ولا قرأنا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله شيئا يبيح ويحلل غيبة الزوج أو غيبة الرجال .
واعلمي أن الظلم ظلمات  …

هذا ما أردت الإشارة إليه ، وإلا فمجرد قراءة هذا الحديث والتمعن فيه يكفي الكثير والكثير مما كتبت ومما لم أكتب  …

loading