#عزف

LIVE

فجأة ، و انا شاردة ، رن صوت كمانِه في أذني ، عانقني عطره ، سيجارته التي كان يتعمد وضعها بفمه منطفئة _ لأن رائحة السجائر تتسبب لي بالاختناق _ تذكرت حركاته الغريبة : كيف انه يغمض عينيه وهو يعزف و يطرق الارض بقدمه برفق ، كيف يُميل رأسه ناحية الشمال ، كيف أنه يحمل بين ضلعيه تلك العصا الطويلة التي تحتوي وترا و يُعزف به و كأنه يحمل إكسير حياة “ رأيت كمية جهلي بالكمان و ما معه و ما فيه ؟ قلتها سابقا _ له_ و ها أنا ذي أعيدها : ” لم أحب يوما الكمان و صوته إلا حين صار بين يديه “

اتذكر أنه ضحك بعنفوان شديد ، بغيض ربما لأنني صرحت بعدم حبي لمعشوقه ، لكن نشوة ” استثنائه “ كانت اطغى من ان يتجاهلها ..

واتذكر عنادي و غيرتي ، امسكت كمانه برفق كمن يحمل طفلا بين ذراعيه حرصا _ إنه قلبه _ :

_ اريد أن أجرب

_تجربي ؟ تعرفي ؟

_ مممم ، علمني

لست ادري كيف جرتني غيرتي من ضمه الكمان ، ان اخون عشق البيانو فيه ، لم اتمكن من إمساك العصا بالشكل الصحيح ، إلا بعد عناء !

_ يدك ضعيفة، مش هك !

كان الحوار كله عبث ،

إلا اللحظة التي أمسك بها أصابع يدي ، يضعها في أماكنها الصحيحة على العصا تلك (..) ، يثبتها برفق وكأنما يلمس شيئا زجاجيا هشاً يخشى أن ينكسر بين يديه أو يذوب ( أيُقدس العازفون الأنامل إلى هذا الحد ؟ أم أنها أصابعي التي اعتادت برودة الأقلام و الورق تُبالغ ؟)

_ تحبيني ؟

على هذه الجملة ، إفترقنا ..

الحب ، يا له من كابوس لذيذ و حلو ، إلا أنني أجبن من أن أقبِله و أضعف من ان أقْبله

| بوح

@0ward

loading