#تمبلربات
إن قلبي لا يجيد التواطؤ يا حبيبي ،
وإن لي _بذات قدر رقة ملائكتي و حنوهم _ شياطين تترقب لحظة إفلاتها من أغلالها بتوق يتطاير من أعينها شررا
أتظن هذا مستحيلا؟
انا أيضاً ، مثلك ، ظننته “مستحيلا ” ،تماما كما ظننت أن نقض العهود مستحيلا ، و كسر الأبدية مستحيلا !
لكن الطاولة التي كانت ستجمعنا _كما تمنيت ولم يحصل_ لا تزال “شجرة ” على ما يبدوا ، و ما يبدوا أشد وضوحا الآن أن ما سيُخلق الآن من الشجرة ليس طاولة ، بل سهما يمتد أوله من صدري ،ليشق آخر امتداد لقلبك الذي لا يرسو على بر !
اتراني الآن شخص يشبه الظلام عزيزي؟
اواه أيها العزيز ، لا تشهق هكذا ، فأنا الآن كالمرئات أعكس لك وجهك . فلا ترتعب
إنه - كما الآخرين - يظنني تغيرت ، أنني أصبحت قاسية ، متباعدة ، باردة ، صامتة ، مصابة بنوبة هروب لا مبررة ! أختصر رسائل الشات بمرحبا و الى اللقاء ، أتجنب إستخدام عطر مميز أو الاستماع لموسيقى محددة أثناء اللقاءات ، توقفت عن طرح أسئلة “ أي شيء من الأشياء مفضلك ، و ماذا تحب بي و أي طعام هو المحبب إليك وما عنوان كتابك الأحب و غيرها .. ” ، لم أعد أهدي كل شخص أعرفه إسما غير إسمه الحقيقي ، إسما أناديه به أنا وحسب _دلعا_ توقفت عن وضع “ هايلايت” على الأشخاص حولي .. لكنه لا يدرك - هو أيضاً ، مثلهم - أن كل ما أقوم به هو محاولات مؤذية لحماية نفسي المُرهقة
من ماذا؟
من الذكريات يا عزيزي .
لا أدري ما إذا كانت فكرة “ الحياة السابقة ” صحيحة أو خاطئة ، أو حتى محرمة أو أنها مجرد عزاء اختلقه أحد ليخفف عن ذاته فكرة “ الموت ” ، و لا رغبة لي بتحليل هذِه النقطة حالياً ، فما يعنيني منها الآن هو فكرة “ التكرار”
في آخر محادثة ، كانت بيني و بينه ، شعرت بصفعة وجهتها لي هذه الفكرة بالذات “ الكَرّة التِي تتبع أخرىٰ ”
كان حديثنا _و لمرة أستطيع أن أصفها بكل صدق : نادرة _ شفافا و ناصعا جدا و حادا كالبلّور ..
لم أستطيع خلاله أن ادافع عني ، و لا أن أهاجم أخطاءه . شعرت بالأسى فاليوم قد ثَبت أن السيف الذي ظننته دوماً يقف بجانبي كان مرفوعا في وجهي ، و أن المرآة التي حسبتها تعرفني كانت تعكس الكثير من الشكوك .
لوهلة ، شعرت بما قيل ذات تاريخ يعيد نفسه بذات الصدى “ حتى أنت يا بروتس”
ابتسمت.. طعم الخيبة أشد من أن تلفظ بعده حرفا ،و مدينة لشاشة الهاتف أنها “ بيننا ” فقد سترت ما تعرا من حزني و وجعي ..
انتهى حديثنا بلفظ “ لا فرق ” !
كانت هذه اللافرق تصف وجودي و غيابي ، صوتي و سكوتي ، مجيئي و ذهابي .. كلي و انعدامي !
أستطيع أن أجزم حينها انني سمعت صوت ارتطام اخر قطعة سليمة من قلبي بالقاع ! كان الصوت واضحاً جدا ، واضحا للحد الذي جعلني أشهق و أكتم نفسي بيدي !
“ هذا الفرق بيننا ،
لقد كنت أختارك دوماً ،
بعد كل شجار ، بعد كل فراق و كسور و انهايارات و نهايات عديدة سيئة : أختارك ،
وحين كنت أخير بيني و بينك ، أختارك ،
في الحين الذي لم تحاول ، ولو لمرة واحدة أن تختارني بدل شكوكك و سوء ظنك و عدم منحي فرصة للتبرير أو التحقق حتى !
أنت أيضاً ” إختَرتَك “ كما ” إخترتُك “ أنا !”
يا وجعي الشهي ..
“ رنة في بالي حينها فكرة ” الحياة السابقة" التي كنت كلما عُرضت على خيالي أردد “ سأختاره ” و لا أريد غيره “ .. و فَكّرت… لو أنني فعلا كنت بحياة سابقة ، و أنا الآن هنا ؛ فهو خطيئتي ! الخطيئةالتيلم أصححها بحيواتي السابقة ، و التي عاندت للبقاء عليها طويلاً ، في كل مرة و مرة .. ”
يا تفاح قلبي المحرم ..
بعد ذلك ،
كسرت لفظ “ الماذا بعد ” و “ ماذا أفعل ” و “ مالحل” دون أن أفكر مرتين .. و الآن أقول له :
“ حِينَ تَعُودُ - ذَاتَ يَومٍ - مِن سُوءِ ظَنِّك َ وَ شَكِّك ْ .. لَنْ تَجِدَ أَحَدًا يَنْتَظِرُك َ عِنْدَ الثَّلاثِ نِقَاطٍ و َ عَلاَمَةِ التَّعَجُبِ …! فَأَناَ اليَوْمَ ياَ حَبِيبِي أُحْرِقُ الكِتَابَ وَ أَرْسُمُ بِرَمَادِه عَلَى جَبِينِي عَلاَمَة ༄ لِكُلِ رُوحٍ لِي تَأتِي مِنْ بَعدِي : إِذاَ مَا عُدتِ إِلٰى هُنَا ثَانيَةً فلْيَكُن خَيارُكِ ” دوماً “ مَن ْ يَحْمِل العَلاَمَة
” ذاتك♡︎“ ”
أنا أريد أن أبكي ، أن أبكي طويلاً يا أيها الغريب .. لكن ، بداخلي شخص كلما هممت بالبكاء وجه أصابعه المئة إلي و أشار ناطقا للملأ : أنظروا ، إنها الفتاة التي تبكي على ذات الجرح للمرة الألف و لا تضحك على ذات النكتة مرتين !
أنا أريد أن أبكي ، أن أبكي طويلا يا أيها الصديق ، لكني ، لا أمتلك لبكائي وقتاً ، و لا سِعةً ، و لا كتفا ً، ولا منديلا ً !
أنا أريد أن أبكي ، أن أبكي طويلاً يا أيتها الحياة ، لكنك تشيرين إلي بيديك أن ’ تمهلي" لا زال الطريق طويلاً قبل نهاية المضمار حيث كل شيء مباح .. هناك ، هناك فقط : ابكِ .
لا تعودني دفئ شمسك ما دامت النيّة “ غروب”
أول أمس ،
شعرت بالحنين ينظر إلي كقط ذاق ذرعا بصاحبته التي تستمر بالتربيت على فرائه في كل مرة يجوع ، لا لبخل بها ، بل لأن الطعام المرغوب الآن “الوِصال ” سيجعل كليهما يتألم لفترة ليست قصيرة ، غير أن القط ، قطي ، جن جنونه :
مدد جسمه طويلا ، ثبت ناظريه ، و قفز مباشرة نحو قلبي ،وأنشب أظافره الحادة به بكل ما أوتي من قوة و إلى أقصى حد استطاع بلوغه من العمق ..
لم أتألم بادئ الأمر ، لم أظهر رد فعل ، أغمضت عيني الشمال و قبضت على يسار صدري ليخرج سعال مكتوم منه دونما ارادة مني “ لا أعلم أكنت أحاول أن أكح قلبي أم الألم الذي علق فجأة بحنجري! ”
تماسكت ، ظننتها عابرة ( متعووووده .. )
لكنني لم أستطع ، لم أستطع ،
أخذت أحاول جاهدة التشبث بمفاتيح الحاسوب خاصتي “ علي أن أتم مشروعي الدراسي قبل ان ينفذ وقته” لكن أناملي تسللت دونما إذن إلى الهاتف
فتحت صفحته على الفيس بوك |
“ أحدثه أو لا أحدثه ”
شعرت أن عاصفة تهب داخلي ، رميت الهاتف و ابتعدت :
_لا لن اتحدث. ، ردوده القاسية ستنزل كالحجر على صدري. و صدري من زجاج ، و أنا الشضايا !
_وكيف أطرده الان من عقلي ؟ ،،
_لا يهمني ، اعملي ، الدرس ينتظر ،
_دينغ دونغ ، قلبي بالباب ، ممكن نتحدث ! … ممم لا
“ نشط الآن ”
• هاي .. كيفك ( نعم راسلته و تستطيع الآن لعني طويلا و اشتم قلبي بالنيابة عني عزيزي القارئ)
° هاي ، بخير ، و انت؟
الله ، رد!
استمر حديثنا بطريقة عادية ، مليئة بالضحك ، تخللتها أحيانا مسجات صوتية ، صوته ، في حين أنني التزمت الإصغاء و الكتابة !
____
عدت ، من ذلك الحوار ، كامرأة ، خرجت من منزلها متأنقة الى حفلة صاخبة لتنسى صخب افكارها ، عادت، خلعت حذاءها ذا الكعب العالي الذي نزف قدمها بسببه ، القت حقيبة اليد خاصتها على طرف السرير ، فكت تسريحة شعرها ، وجلست الى المرآة : “ ما أجملني من كذبة ” و بكت طويلا !
لم يقل شيئا قاسيا ، لم يغادر فجأة كما اعتاد ، لم يتجاهل الرسائل .. !
غير أنه ، لدي ، لم يعد “ هو ”
شعرت بالألم و أنا أراه ، دونما البريق الذي كان ينعكس مني إليه ، دونما شعور الدفئ و الطمأنينة ، دونما الألفة التي كنت أجدها فيه كما يجدها أحدكم ببيته !
لوهلة ، وأنا أحدثه ، انتابني شعور الخيانة ، الخيانة لمن أحببته فيه !
كمية الارتباك التي أحسستها ، و التي لا أزال أحسها الان واضحة كالشمس على نصي المسكين ، الذي يحاول كطفل صغير طُلب منه أن يصف حريقا مهولا في حين ان كل ما يعرفه هو شعلة “ الكبريت” !
01. ستكتشف لاحقاً أنه لم يكن مبهرا ، كنت أنت ذاك النور الذي يلمع و ينعكس إليك منه
02. الحنين ، أشرس كائن لطيف يمكن أن تصادفه
03 .الحب و الخوف لا يجتمعان
04. لا تعد الى ما تركته بالعقل بدافع القلب
05. متقلب الوِد لا يُؤتمن
06. الرحيل لا يعني الكراهية بالضرورة
07.نفسك أولى بالحماية و الحب
08. ربما انت تفتقد نفسك ، نسختك القديمة التي رافقته ، لا تفتقده هو
…
إنه صعب يا إلهي ٰ ، صعب
شعور اللهفة التي تُشعرك لوهلة أنك ستُفضح ، أن كل شيء بك يركض ناحية شخص محدد ، غير أن منظرك ثابت ! ان تشعر بقلبك يكاد ينطق من نفسه لشدة ما أحكمت إغلاق فمك ، يطل من عينيك رافعا ذراعيه للأعلى ملوحا ، يقفز فوق معدتك تماما ليقرع عقلك محاولا فك تحكمك به ، فتصاب فجأة بالصداع ، و حرقة بالمعدة ! و لا تستطيع أن تجزم ،أهو ينبض ام يضرب رأسه بصدك !!
الصعوبة ،ليست هنا ، بل أن كل هذه الفوضى ، كل هذا الحريق الناشب بك ، متجه تماماً إلى الهاوية : في إتجاه الشخص الخطأ الذي لا ترى غيره صوابا
شخص ، يستطيع توزيع حبه و ضحكه و دفأه على خلق الله أجمع وحين يتعلق الأمر بك : “ يصبح قطعة جليد متنقلة!”
ثم ..
ثم عن ذاك الخوف يا إلهي ، الخوف الذي غرس بذوره بيديه اللتان تحب ،يداه اللتان ما عدت تأمن أن تلمس تعبك ،و لا حزنك ! يداه اللتان كنت تشدها حول روحك لتثبت و تطمئن
و آه ! ذاك الشك العميق !
الشك الذي بلغت وقاحته أن يمس الذكريات. ! وهل ظل لمرء شك في صدق ذكرياته شيء! و ما نجاة المرء بغير ذكريات دافئة وسط ثلج الحياة!
وفي خضام كل هته الفوضى التي لست أدري كيف رتبتها الآن و لا لي جرأة بإعادة قراءة النص لتصحيحه و تعديله .. تقف الغيرة بي ، تنظر إلى كل شيء بحنق و إشتعال ، كبركان يثور ، وكل ما أستطيع فعله هو وضع كفاي العاريتان من كل شيء ،على فُهوته .. فلا يصح لنا ان نغار على من ليس لنا فيه شيء !
_صراع داخلي
أما هذِه المرة ، فالألم في عقلي ، يبدو أن قلبي قد تلف !
أنا مرهقة بطريقة سيئة ،
الى الحد الذي يدفعني لإرخاء قبضة يدي كاملة عن كل شيء : فمن كان متمسكا ظل ، و من كنت أنا من أشده ضل
إلى الحد الذي انعدمت فيه رغبتي في الفترة الآنية ، لفعل أي شيء ، أو إتمامه : اكتب الرسالة ثم أعدِل عن إرسالها ، أكتب نصا ثم أمحوه بدل نشره ، ألتقص صورة جميلة ، ثم أتراجع عن نشرها ، أسجل أغنية عذبة ، ثم أستبقيها لي ، أصنع كعكا لذيذا ، و لا اتناوله .. أخطط للمستقبل ثم لا المس منه شيئا !
أتساءل الآن :
ترى أين أُصنف أنا الآن ؟ تعيش حياتها بصفتي أمارس كل شيء ، أم تهرب منها ، بصفتي لا أتِم شيئا أيضاً
ثم أين يمكن للكائنات الهشة مثلي ، الكائنات التي خِيط قلبها أكثر من عدد نبضه ، من تملك جناحين من سكر و انامل من زجاج ، أن ترتاح حينما تتعب من اللف حول ضوء المصباح و كل ما حولها مبلل و شائك ؟
انا مرهقة ،
لكنني لم أعد أؤمن بوجود “ كتف ” ، فأي الأسواق يُباع فيها رأس ثقيل لم تعد تُطيقه كتفاي حملا ؟ ثم من يشتري مني حياة كالدوامة وجسدا غضا و تمردا ؟
أنا مرهقة جدا ..
أحب تمبلر ، و الناس هنا ❤️
أحب فكرة أننا أحرار، دونما إسم ، أو شكل ، لا يهم عمرك ، ولا دقة ملامحك و لا تناسق جسمك
أحب فكرة أن الحزن هنا “مسموح” و أن كل حزن “يحمل قيمة” مهما كان نوعه وطبعه ، وأنه لا مقارنات
أحب فكرة أننا “بشر” كاملون بجوانبنا المظلمة
تمبلر ،مرآة كاملة ، طرفي الحقيقة ، شيء بطعم البيت❤️
تساؤل العيد :
گيف نقول أننا نسينا ، و أن التجاوز أخذ منا مأخذه ، في حين أن كل سعادة عارمة نستشعر نقصها مهما بلغت لنَقصِهم ، في الآن الذي هم في البُعد يمرحون ! …