#بوح

LIVE

إنه - كما الآخرين - يظنني تغيرت ، أنني أصبحت قاسية ، متباعدة ، باردة ، صامتة ، مصابة بنوبة هروب لا مبررة ! أختصر رسائل الشات بمرحبا و الى اللقاء ، أتجنب إستخدام عطر مميز أو الاستماع لموسيقى محددة أثناء اللقاءات ، توقفت عن طرح أسئلة “ أي شيء من الأشياء مفضلك ، و ماذا تحب بي و أي طعام هو المحبب إليك وما عنوان كتابك الأحب و غيرها .. ” ، لم أعد أهدي كل شخص أعرفه إسما غير إسمه الحقيقي ، إسما أناديه به أنا وحسب _دلعا_ توقفت عن وضع “ هايلايت” على الأشخاص حولي .. لكنه لا يدرك - هو أيضاً ، مثلهم - أن كل ما أقوم به هو محاولات مؤذية لحماية نفسي المُرهقة

من ماذا؟

من الذكريات يا عزيزي .


@0ward

أنا أريد أن أبكي ، أن أبكي طويلاً يا أيها الغريب .. لكن ، بداخلي شخص كلما هممت بالبكاء وجه أصابعه المئة إلي و أشار ناطقا للملأ : أنظروا ، إنها الفتاة التي تبكي على ذات الجرح للمرة الألف و لا تضحك على ذات النكتة مرتين !

أنا أريد أن أبكي ، أن أبكي طويلا يا أيها الصديق ، لكني ، لا أمتلك لبكائي وقتاً ، و لا سِعةً ، و لا كتفا ً، ولا منديلا ً !

أنا أريد أن أبكي ، أن أبكي طويلاً يا أيتها الحياة ، لكنك تشيرين إلي بيديك أن ’ تمهلي" لا زال الطريق طويلاً قبل نهاية المضمار حيث كل شيء مباح .. هناك ، هناك فقط : ابكِ .


@0ward

تعالوا نضحك سوية علي ، و نبكي قلبي خلسة في الليل ، أنا التي سهرت أخيط له أعذارا كي أسامحه إستيقَظ وقد ألبسني مليون تهمة ! ، و حين هممت أن أقول لها سأسامحه ، قالت : عرض علي أمس أن أكون حبيبته !

@0ward

أنا مرهقة بطريقة سيئة ،

الى الحد الذي يدفعني لإرخاء قبضة يدي كاملة عن كل شيء : فمن كان متمسكا ظل ، و من كنت أنا من أشده ضل

إلى الحد الذي انعدمت فيه رغبتي في الفترة الآنية ، لفعل أي شيء ، أو إتمامه : اكتب الرسالة ثم أعدِل عن إرسالها ، أكتب نصا ثم أمحوه بدل نشره ، ألتقص صورة جميلة ، ثم أتراجع عن نشرها ، أسجل أغنية عذبة ، ثم أستبقيها لي ، أصنع كعكا لذيذا ، و لا اتناوله .. أخطط للمستقبل ثم لا المس منه شيئا !

أتساءل الآن :

ترى أين أُصنف أنا الآن ؟ تعيش حياتها بصفتي أمارس كل شيء ، أم تهرب منها ، بصفتي لا أتِم شيئا أيضاً

ثم أين يمكن للكائنات الهشة مثلي ، الكائنات التي خِيط قلبها أكثر من عدد نبضه ، من تملك جناحين من سكر و انامل من زجاج ، أن ترتاح حينما تتعب من اللف حول ضوء المصباح و كل ما حولها مبلل و شائك ؟

انا مرهقة ،

لكنني لم أعد أؤمن بوجود “ كتف ” ، فأي الأسواق يُباع فيها رأس ثقيل لم تعد تُطيقه كتفاي حملا ؟ ثم من يشتري مني حياة كالدوامة وجسدا غضا و تمردا ؟

أنا مرهقة جدا ..


@0ward

عدت إلى هنا ، أتفحص نصوصي عنه ، عن الحب ، عن عينيه ، عن الحب الذي عرّفته بخضرة عينيه بدلاً عن حُمرة العالم

ثم أعود إلى قلبي و أرى حجم كسرِه و الظلام الساكن بعيني منذ آخر محادثة ، منذ آخر كلمة ، منذ هجر لم اعترض حدوثه بقدر كيفيته !

لم أتعلم كيف تُصاغ الخيبة بعد ، لهذا ،أصمت في كل مرة أنكسر ..

وإلى أن تتحول هذه الخيبة ، حزنا ناعما يُكتب ، فليعم الصمت ها هنا على جثته و ليُكتب على قبره “ هنا ترقد الثقة. ” .

فجأة ، و انا شاردة ، رن صوت كمانِه في أذني ، عانقني عطره ، سيجارته التي كان يتعمد وضعها بفمه منطفئة _ لأن رائحة السجائر تتسبب لي بالاختناق _ تذكرت حركاته الغريبة : كيف انه يغمض عينيه وهو يعزف و يطرق الارض بقدمه برفق ، كيف يُميل رأسه ناحية الشمال ، كيف أنه يحمل بين ضلعيه تلك العصا الطويلة التي تحتوي وترا و يُعزف به و كأنه يحمل إكسير حياة “ رأيت كمية جهلي بالكمان و ما معه و ما فيه ؟ قلتها سابقا _ له_ و ها أنا ذي أعيدها : ” لم أحب يوما الكمان و صوته إلا حين صار بين يديه “

اتذكر أنه ضحك بعنفوان شديد ، بغيض ربما لأنني صرحت بعدم حبي لمعشوقه ، لكن نشوة ” استثنائه “ كانت اطغى من ان يتجاهلها ..

واتذكر عنادي و غيرتي ، امسكت كمانه برفق كمن يحمل طفلا بين ذراعيه حرصا _ إنه قلبه _ :

_ اريد أن أجرب

_تجربي ؟ تعرفي ؟

_ مممم ، علمني

لست ادري كيف جرتني غيرتي من ضمه الكمان ، ان اخون عشق البيانو فيه ، لم اتمكن من إمساك العصا بالشكل الصحيح ، إلا بعد عناء !

_ يدك ضعيفة، مش هك !

كان الحوار كله عبث ،

إلا اللحظة التي أمسك بها أصابع يدي ، يضعها في أماكنها الصحيحة على العصا تلك (..) ، يثبتها برفق وكأنما يلمس شيئا زجاجيا هشاً يخشى أن ينكسر بين يديه أو يذوب ( أيُقدس العازفون الأنامل إلى هذا الحد ؟ أم أنها أصابعي التي اعتادت برودة الأقلام و الورق تُبالغ ؟)

_ تحبيني ؟

على هذه الجملة ، إفترقنا ..

الحب ، يا له من كابوس لذيذ و حلو ، إلا أنني أجبن من أن أقبِله و أضعف من ان أقْبله

| بوح

@0ward

كلو بيعدي فعلا بس بياخد معاه كتير من حياتنا من طاقتنا من شغفنا

loading