#فن رقمي

LIVE
العمل على هذه اللوحة كان غاية في المتعة.

بدأت برسم الخطوط العريضة الأوّليّة وانتقلت مباشرة إلى دراسة القيم اللّونيّة. استخدمتُ قلم الرّصاص العاديّ من برنامج بروكرييت للّوحة بأكملها، ثمّ أضفت بعض التّفاصيل الصّغيرة (مثل الشّعر ، واللمعان) في النّهاية باستخدام قلم الرّسم الثّقيل.

كما أضفتُ طيفاً من اللّون الأحمر لإضفاء شعور من الدّفء على الأسطح المواجهة للضّوء الخارجيّ. هذا التفصيل بالكاد يُرى، لكن بإزالته تفقد اللّوحة شيئاً من روحها.. أو من روحي.

لم يتغيّر المنظر كثيراً منذ حُبست هذه الشّمس ساعةً ليوشع بن نون، لكنّ المشهد تغيّر؛ ربّما رأى نهراً هو الآن سيلٌ من طين، وبحراً يتآكل اليومَ قهراً، لكنّه لم يرَ أريحا ونابلس والقدس، الّتي كان في طريقه إليها، حلماً بعيد المنال.

تجمَعُ أهلَ السّلط -على اختلافهم- قصّتان: واحدةٌ مع إطلالةٍ على وسط المدينة، وأخرى مع الإطلالة الغربيّة على فلسطين. سآتي على قصّتي الأولى لاحقاً، أمّا الثّانية فقد مضى عليها 15 سنة وباتت هي أيضاً كحلم أميّزهُ وأنكرُه، لولا أنّ عليه شاهدَين أظنّهما عدلَين .

ذات جمعة وبعد صلاة العصر في مسجد الجبيل (جبيل ثابت)، اقترب منّي شيخٌ كبير لم أرَه من قبل. كان طويلاً أسمرَ ذا شاربٍ مهذّب وقوام نحيل. لا أذكر شيئاً يميّزه، ولا أذكر إن عرّف عن نفسه. سألني والشّابّينِ بجانبي من أيّ العائلات نحن، فأجبنا. هنا أغمض عينيه نصف إغماضة لتختفي ملامحُهما تماماً في ظلّ محجريه، وقال لي: “جدّك الحاجّ عبدالله الغفل، وجدّك الآخر أخوه الحاجّ عبدالرّحمن -رحمهما الله-"، وأعادَ الأمرَ ذاته مع رفيقيّ فأصاب، وتركنا في حيرة.

قبالة الشّمس -إيّاها- والمنظر الغربيّ -ذاته- لحقني وطلبَ منّي إيصاله بالسّيّارة ليرى قريبة لي عجوزاً كان قد سألني عن أحوالها، ففعلت.. ولم أره بعدها.

_

عن اللّوحة:
العنوان: (ذاتَ غروب)
رسم رقميّ.
الأبعاد: 3840 * 2160 بيكسل.

loading