#هدى

LIVE
وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَ

وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا (٧٦) سورة مريم

لما ذكر أنه يمد للظالمين في ضلالهم، ذكر أنه يزيد المهتدين هداية من فضله عليهم ورحمته، والهدى يشمل العلم النافع، والعمل الصالح. فكل من سلك طريقا في العلم والإيمان والعمل الصالح زاده الله منه، وسهله عليه ويسره له، ووهب له أمورا أخر، لا تدخل تحت كسبه، وفي هذا دليل على زيادة الإيمان ونقصه، كما قاله السلف الصالح، ويدل عليه قوله تعالى { وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا } { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا }
ويدل عليه أيضا الواقع، فإن الإيمان قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، والمؤمنون متفاوتون في هذه الأمور، أعظم تفاوت، ثم قال: { وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ } أي: الأعمال الباقية، التي لا تنقطع إذا انقطع غيرها، ولا تضمحل، هي الصالحات منها، من صلاة، وزكاة، وصوم، وحج، وعمرة، وقراءة، وتسبيح، وتكبير، وتحميد، وتهليل، وإحسان إلى المخلوقين، وأعمال قلبية وبدنية. فهذه الأعمال { خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْر مَرَدًّا } أي: خير عند الله، ثوابها وأجرها، وكثير للعاملين نفعها وردها، وهذا من باب استعمال أفعل التفضيل في غير بابه، فإنه ما ثم غير الباقيات الصالحات، عمل ينفع، ولا يبقى لصاحبه ثوابه ولا ينجع، ومناسبة ذكر الباقيات الصالحات-والله أعلم- أنه لما ذكر أن الظالمين جعلوا أحوال الدنيا من المال والولد، وحسن المقام ونحو ذلك، علامة لحسن حال صاحبها، أخبر هنا أن الأمر، ليس كما زعموا، بل العمل الذي هو عنوان السعادة ومنشور الفلاح، هو العمل بما يحبه الله ويرضاه. تفسير السعدي

٧٦: And Allah increases in guidance those who walk aright [true believers in the Oneness of Allah who fear Allah much (abstain from all kinds of sins and evil deeds which He has forbidden), and love Allah much (perform all kinds of good deeds which He has ordained)]. And the righteous good deeds that last, are better with your Lord, for reward and better for resort. 19:76 MARYAM (MARY) 


Post link

الأيام - طه حسين

بدايةً ، شد انتباهي كثيراً اسم طه حسين ، الى أن عقدت العزم على قراءة عمل له بمثابة السيرة الذاتية. ماصدمني بداية الأمر أنه قضى حياته كفيفاً ، وأن أسمه ليشاد به في مجالس الأدب. فانتابني فضول وشك حول الوزن الأدبي لعمله ، كونه خالي من الوصف المكاني التصويري بحكم كونه كفيفاً. ولشد ما اعتبرت موقفي في الشك سخيفاً حين قرأت الأيام. فقد جعل من تحليله لنفوس الاشخاص، الروائح، المحيط وانتظام الاصوات تارة وتداخلها تارة أخرى، عذاباته ، ومسراته ، كوامن نفسه، حواسه الحادة في محيطه الجالس فيه ، كل ذلك خلق لوحة فنية جعلتني مشدوها من روعتها وتميز ألوانها وخطوطها وتضاريسها . كان طه حسين يقول ، للظلمة صوت ، لكثرة ماشدني هذا التعبير ، وانا ارى ان دلت هذه الجملة على شيء فإنها تدل على عمق الشعور بالظلمة. أما عن حديثي عن لغة الرواية فمن أكون ، أمام الدكتور الذي تذوق والتهم وكرع من مائدة اللغة ، فتراها سهلة عذبة في الاحداث التي تمتلأ بالغبطة والمسرة، بينما ترها حزينة توقع في النفس أسى ومرارة وتعاطف في تلك الاحداث التي ألّمت وأمضت الكاتب، فوفق في ذلك أيما توفيق، ونجح في ذلك أيما نجاح.

ولإحقاق الحق، هناك بعض الجمل المتكررة، والتفاصيل الغائبة التي من شأنها ان تعمق ترسب المشاهد في نفس القارئ، ففي بعض فترات الرواية كتلك الفترة في بعثته لفرنسا، جرت الاحداث على عجل ولم أُمنح الوقت الكافي لهضمها على خلاف أحداث الريف والأزهر ، وأنا أرى أن للأحداث في فرنسا أهمية لاتقل عن الاحداث الاخرى.

نهاية ، كتاب الأيام لطه حسين مبدع السيرة الذاتية، أخذني في عوالم وازمنة لم يكن بإمكاني السفر لها من دون قراءة الايام وجعلني انظر لكثير من الاشياء بمنظور مختلف ، واكثر عمقا. فشكراً للعلي الأعلى ، على هذه النعمة العظيمة.

loading