#نسيان
الحمدالله ..!*
اللهُمَّ عاماً تتغير فيه أقدرانا إلى ما نتمنى♥️
جنه في الأرض ..!*
حدثوني عن أجمل شعور قد يمر به الإنسان؟
بما يفرح قلبي ..!*
- ليتَ بالي، لا يُبالي ..
آمين يارب العالمين ..!*
الأصدقاء ..!*
ٰ
مبارك عليكم الشهر ، جعله الله مليئاً بالطاعة ، مختوماً بالمغفرة و القبول ..
قد يحزنك العالم، وتُسندك آية♥️ :
“ فإني قريب ”
افقد مزاجي ايضاً ..!*
قهوه و ورد ..!*
Instagram : Haru.r9
ويستثنينا دائماً ..!*
تتطلب الحياة متي نسيانكَ، وهذا ما لا يستطيع قلبي تفهمهُ
غرابيب سود…
رحلت ، شققتُ عباب البحار ، عانقت سحُب السماء ، قطعت مسافات طويلـة تحت الشمس ، وعلى الرمال الحارّة . ظللت أسافر ، إلى أن فقدت سببي ، ضاع مني السبب ، وظللت أسافر ليس لدي فكرة عن سبب هذه المشقة ، لكن كانت كل خلية، كل عظلة لدي وكل كياني يصرخ يطلب مني الاستمرار، يبدو كهروب أكثر منه كسفر . أيا أسفي ..
انقشع شيءٌ من الضباب الكثيف ، لمحت ضوءًا كئيباً ، يئن في ارتعاشه، أحسست بألم فضيع ، وكأن جسمي صحَا من ثوررة التخدير وبدأت ندوبي تستبد في ألمها . حولت نظري إلى قدمي فوجدتها مسوّدة ، دامية ، يداي أصبحت ثقل زائد متصل بجسدي . كنت أنظر الى الامام فقط واسير مسافرا غير عابئ بي ، أبتغي هرباً ، ملجأً ، فكان ملجئي هو سيري السرمدي.
رياح الجنوب عاتية ، أرعدت وعصفت بي ، انقشع جلُّ الضباب ، وحل الظلام ، ظلام يتخلله ضوء القمر فيزيد في حلكته . ها هنا ، أضحك وكم ضحكت على نفسي ، تمزّقت روحِـي ، يمكنك أيتها الروح البائسة الهرب أينما تريدين ، يمكنك أيها التعيس أن تكمل سيرك السرمدي ، فعباب البحر الذي شققته لم يكن سوى فيضان على الخربة التي تتجوّل بلا انقطاع فيها ظنا منك انك تسافر، لم يكن سفرك سوى هربَاً . تعيس انت حتى في هربك ، تهرب منها إليها . وسحب السماء التي تدعي عناقها لم تكن سوى رياح رملية حلّت عليك وجعلتك والخربة واحداً. والمسافات التي قطعتها تحت الشمس لم تكن سوى تيهان ، تجوال بين حدود وأزقة الخربة ، تحت لفحة الشمس . خَـربة في وسط الامكان ، في نهايات أعماق الذات، أمتدت جذورها عميقاً بداخلِي إلى ان تلاحمت معي وأصبحت عضواً أساسيّا حيويا بداخلي. خـرابة ، تفيـض بالموت عبقاً ، خالية من أي روح سواي ، ان صح مسمى الروح عليّ، خرابة متألّقة، حيث لا شيء يشبهها ، مسرح وعلى خشبته تؤُدى مسرحية ساخرة ، تُـذكرِني بتعاستي وبوهم هروبي، فتجعل في أدائها المسرحي المتقن من الوهم حقيقة ، مسرح في سقفه تعزِف سمفونية الحزن ، تؤديها كوكبة من غرابيب سود ، تحلّق بشكل دائري فوق رأسي، تحليق سرمديّ أيضاً ، تنتظر بلا كلل ولا ملل سقوط جسدي حيث أن روحي قد سقطت بالفعل في هاوية مظلمة.
خـرابة ، يؤلمُـني منظرها ، ويخنِقُنـي عبقها ، جرحٌ قديم يأبى ان ينضب ، فيستمر بالنزيف ، نزيف أبدي ، لعنة الألـم ، لعنة الذكرى . صورتك في كل مكان ، و صوتك هو الشيء الوحيد الذي أسمعه ، ذهبت مادتك حيث أنها لم تكن بالوجود أصلا ، وبقيت فكرتك ، بقى طيفك ، وخيالك . أخذوا جميعهم يضربون بيد من حديد في ذاتي ، ثباتي ، ويزيدون في خرابي ، أيُّ وهم أنا فيه ، لم أراك ولم أسمعك ولم أشمك حتى ، وأتلوى ألماً بكل شيء يحمل ماضي حضورك ، وأتقهقر إن سمعت انسجام احرفك في مكان ما. وسط الخرِبـة أنا ، ها هنا أعيش ، وهنا أهرب ، وهنا أستذكر وأبتسم وهنا أحزن وأبكي ، هنا أشق عباب البحر وأعانق السحب وأمشي تحت الشمس تلفحني ريحها الحارة ، هنا أستنشق عبق الموت ، هنا تؤدى المأساة هنا ، التراجيديا والكوميديا على مسارح الخربة والحضور أنا ، أنا من يقوم مصفقا بعد انتهاء العرض ، ها هنا أستلقي باحثا عن نهاية الـلانهاية، آمِـلا بالمستحيل ، وفي بوتقة الجنون تُصهر كل إرادة بالخلاص، وسمفونية أسى تعزفها فوق رأسي كوكبة من غرابيب سود.