#خاطرة

LIVE

igular:

igular:

ان ينبض قلبك بعد علاقة حب فاشله

مثل ان تسمع صوت احدهم تحت كوم من الانقاض

25-7-2018

9:5pm

سقطت الانقاض فوقهُ و مات

لا تأمل

الحب للحبيب الاولي و أن كان فاشل

27-8-2018

2:9pm

أسمع نبضه مجدداً تحت الانقاض

صوت ضعيف بعيد

حملت حجارة بحجم خيبتهُ

ورميتها بكل ما أوتيت من ضعف و هزيمه

فقدت الصوت

قتلت قلبي .

17/5/2019

11:6pm

أنا مرهقة بطريقة سيئة ،

الى الحد الذي يدفعني لإرخاء قبضة يدي كاملة عن كل شيء : فمن كان متمسكا ظل ، و من كنت أنا من أشده ضل

إلى الحد الذي انعدمت فيه رغبتي في الفترة الآنية ، لفعل أي شيء ، أو إتمامه : اكتب الرسالة ثم أعدِل عن إرسالها ، أكتب نصا ثم أمحوه بدل نشره ، ألتقص صورة جميلة ، ثم أتراجع عن نشرها ، أسجل أغنية عذبة ، ثم أستبقيها لي ، أصنع كعكا لذيذا ، و لا اتناوله .. أخطط للمستقبل ثم لا المس منه شيئا !

أتساءل الآن :

ترى أين أُصنف أنا الآن ؟ تعيش حياتها بصفتي أمارس كل شيء ، أم تهرب منها ، بصفتي لا أتِم شيئا أيضاً

ثم أين يمكن للكائنات الهشة مثلي ، الكائنات التي خِيط قلبها أكثر من عدد نبضه ، من تملك جناحين من سكر و انامل من زجاج ، أن ترتاح حينما تتعب من اللف حول ضوء المصباح و كل ما حولها مبلل و شائك ؟

انا مرهقة ،

لكنني لم أعد أؤمن بوجود “ كتف ” ، فأي الأسواق يُباع فيها رأس ثقيل لم تعد تُطيقه كتفاي حملا ؟ ثم من يشتري مني حياة كالدوامة وجسدا غضا و تمردا ؟

أنا مرهقة جدا ..


@0ward

صُبَّ لنَا وطناً فِي الكُؤُوسْ

يُدِيرُ الرُّؤُوسْ

وزِدْنَا مِنَ الشَّاذِلِيَّةِ حتَّى تَفِيءَ السَّحَابَةْ أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ

واسْفَحْ علَى قِلَلِ القَومِ قَهْوتَكَ المُرَّةَ

المُسْتَطَابَةْ

- محمد الثبيتي

يحتاج الإنسانُ إلى إنسانٍ بسيطٍ جدا مثله، طبيعي إلى أقرب درجة، عاديّ لا يملك قلبًا ثانيًا ولا يدًا ثالثة، خفيف الروحِ، خفيف الظل، ثقيل الحضور، ثقيل الوجود، عازفٍ على طبول الحرب أغاني الحب، يعرف متى يلين وكيف يلين، يخفض جناحه حين تنقطع الأيادي، ويطيل النظر حين يغض الآخرون أطرافهم، ويبوح حين يصمم الجميع على السكوت.

..

يحتاج كلٌّ منا إلى شعور “الانبهار"، هل فعلتَ شيئًا؟ لا، لكنني منبهر بك، هل طِرتَ من فوق جبل؟ لا، لكنني أرى جناحيك، هل أنتَ مخلوقٌ من نور؟ لا، من طينٍ ، لكنني أراك ملاكًا، هل أنتَ أكثر من فردٍ واحدٍ؟ لا، لكنني أجد فيك تعداد السكان ومواليد العالم.

..

هل يحتاج كل منا أن يكون "محمود درويش” للذي يحبه حتى يحبه؟ لا، إنما يحتاج إلى أن يكون “درويشًا” بِمن يحبه، فقط. ♥️

أنا لا أنسى ..

أنا لا أنسى أبداً، كل مَن جبرني في عز كسري ، كل مَن كسرني وأنا في أشد الاحتياج لكلمة جبر ، نظرة العين التي احتوت خوفي وقلقي، نبرة الصوت التي أفزعت روحي وقلبي، الكلمة التي قِيلت لي وسط المزاح فآذتني، الضحكة المُصطنعة التي كان وراءها خداعٌ ومكر ..

لا أنسى السؤال عنّي مِن قريب لكنَّه من باب الواجب، ورسالة الغريب الذي كان “فعلًا” يفتقدني، لا أنسى ذاك الذي استثنيته فخذلني، ومَن قرّبته فأبعدني، ومَن هان عليه ودّي، وضاعت في عمري عشرته ..

لا أنسى مَن قال لي: أنا معك ولم أجده، ومَن قال لي: دعها لله، وكنتُ بعد الله أجده.

لا أنسى الشعور بالندم على المبالغة، والإحساس بالخيبة على البراءة، والدموع التي ذُرِفت على مَن لا يستحق ..

“أنا سر شقائي أنني لا أنسى.”.

رفيقُ دربٍ هيِّن الطِباع ، ليِّن الحَديث، كالطَيفُ لا يُثقّل الكهل، ولا يُثيرُ الفوضى في عُمري، ولا يُضيُّقُ العُمر عليّ ، ولا يُصعّب عليّ الصِعاب ، يُعاملني بالحُسنىٰ ، ويَدفع أذى الدُّنيا عني بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، أستَند عليه وكأنّهُ أكثر الأشياء ثباتًا في هذا الكَون ، ألوذ بـ الأُنسِ بهِ ، وأعتصم بقُربهِ ، يجعلني أنطلق في الطَريق بعزَّة.

يَتقبّل عاديتيّ المُفرطة ، يفهَمُ قَلبي ، ويُحبّ عَقلي ، ويَنصُت إلى صَمتي ، ويَبتسم علىٰ شرودِ ذِهني.

يعلمُ أنّني طفوليّة التّصرُف، ناضجة الفِكر ، ثرثارة ، ورغم كُلّ هذا “ يراني مُعجزة ”.

يتشبّثَ كُل يوم بي أكثر ، يشدَّ وثاقي نحو الجنَّة ويشدَّ أزري نحو القِمَّة ، يهوِّن عليّ مشقَّة الطريق إلى اللّٰه ولا يُغرّبني،

يكون لي وطَن، ألوذ بهِ وإليه، يُرافقني في غَسق الدُجى ويُعانق ضَعف قلبي ويهمس لي قائلًا: إنما الرِفاق للرفاق أوطان، أَنَا معكَ فَلا تَبْتَئِسْ . ♥️

وأريده ذو وقارٍ خاص، تعتلي ملامحه الهيبة، حتى تخشى إحداهن ملاطفتهِ وتهابُ ممازحته، له نظرةٌ جادةٌ قويةٌ مع من يردن اجتذابَ حديثه، صارمٌ حد الخشونةِ مع كل بنات حواء لينٌ معي، صنديدٌ مع كل من تتدلل عليه وعاشقٌ صبٌّ معي..


أتركه بين حشودٍ من الفتيات وأنا على يقينٍ من صدق كلمته وقوامته ورجولته، وأنه رجلٌ قويٌ أمينٌ ذو هيبة ووقار، يملك زمام غريزته، ولا يميل طرفه سوى لحبيبته، ولا يلين بالقولِ ولا يلاطف هذه وتلك، فهذا من سمات الرجل الحق ومعيار رجولته وقوامته..

غرابيب سود…


رحلت ، شققتُ عباب البحار ، عانقت سحُب السماء ، قطعت مسافات طويلـة تحت الشمس ، وعلى الرمال الحارّة . ظللت أسافر ، إلى أن فقدت سببي ، ضاع مني السبب ، وظللت أسافر ليس لدي فكرة عن سبب هذه المشقة ، لكن كانت كل خلية، كل عظلة لدي وكل كياني يصرخ يطلب مني الاستمرار، يبدو كهروب أكثر منه كسفر . أيا أسفي ..

انقشع شيءٌ من الضباب الكثيف ، لمحت ضوءًا كئيباً ، يئن في ارتعاشه، أحسست بألم فضيع ، وكأن جسمي صحَا من ثوررة التخدير وبدأت ندوبي تستبد في ألمها . حولت نظري إلى قدمي فوجدتها مسوّدة ، دامية ، يداي أصبحت ثقل زائد متصل بجسدي . كنت أنظر الى الامام فقط واسير مسافرا غير عابئ بي ، أبتغي هرباً ، ملجأً ، فكان ملجئي هو سيري السرمدي.

رياح الجنوب عاتية ، أرعدت وعصفت بي ، انقشع جلُّ الضباب ، وحل الظلام ، ظلام يتخلله ضوء القمر فيزيد في حلكته . ها هنا ، أضحك وكم ضحكت على نفسي ، تمزّقت روحِـي ، يمكنك أيتها الروح البائسة الهرب أينما تريدين ، يمكنك أيها التعيس أن تكمل سيرك السرمدي ، فعباب البحر الذي شققته لم يكن سوى فيضان على الخربة التي تتجوّل بلا انقطاع فيها ظنا منك انك تسافر، لم يكن سفرك سوى هربَاً . تعيس انت حتى في هربك ، تهرب منها إليها . وسحب السماء التي تدعي عناقها لم تكن سوى رياح رملية حلّت عليك وجعلتك والخربة واحداً. والمسافات التي قطعتها تحت الشمس لم تكن سوى تيهان ، تجوال بين حدود وأزقة الخربة ، تحت لفحة الشمس . خَـربة في وسط الامكان ، في نهايات أعماق الذات، أمتدت جذورها عميقاً بداخلِي إلى ان تلاحمت معي وأصبحت عضواً أساسيّا حيويا بداخلي. خـرابة ، تفيـض بالموت عبقاً ، خالية من أي روح سواي ، ان صح مسمى الروح عليّ، خرابة متألّقة، حيث لا شيء يشبهها ، مسرح وعلى خشبته تؤُدى مسرحية ساخرة ، تُـذكرِني بتعاستي وبوهم هروبي، فتجعل في أدائها المسرحي المتقن من الوهم حقيقة ، مسرح في سقفه تعزِف سمفونية الحزن ، تؤديها كوكبة من غرابيب سود ، تحلّق بشكل دائري فوق رأسي، تحليق سرمديّ أيضاً ، تنتظر بلا كلل ولا ملل سقوط جسدي حيث أن روحي قد سقطت بالفعل في هاوية مظلمة.

خـرابة ، يؤلمُـني منظرها ، ويخنِقُنـي عبقها ، جرحٌ قديم يأبى ان ينضب ، فيستمر بالنزيف ، نزيف أبدي ، لعنة الألـم ، لعنة الذكرى . صورتك في كل مكان ، و صوتك هو الشيء الوحيد الذي أسمعه ، ذهبت مادتك حيث أنها لم تكن بالوجود أصلا ، وبقيت فكرتك ، بقى طيفك ، وخيالك . أخذوا جميعهم يضربون بيد من حديد في ذاتي ، ثباتي ، ويزيدون في خرابي ، أيُّ وهم أنا فيه ، لم أراك ولم أسمعك ولم أشمك حتى ، وأتلوى ألماً بكل شيء يحمل ماضي حضورك ، وأتقهقر إن سمعت انسجام احرفك في مكان ما. وسط الخرِبـة أنا ، ها هنا أعيش ، وهنا أهرب ، وهنا أستذكر وأبتسم وهنا أحزن وأبكي ، هنا أشق عباب البحر وأعانق السحب وأمشي تحت الشمس تلفحني ريحها الحارة ، هنا أستنشق عبق الموت ، هنا تؤدى المأساة هنا ، التراجيديا والكوميديا على مسارح الخربة والحضور أنا ، أنا من يقوم مصفقا بعد انتهاء العرض ، ها هنا أستلقي باحثا عن نهاية الـلانهاية، آمِـلا بالمستحيل ، وفي بوتقة الجنون تُصهر كل إرادة بالخلاص، وسمفونية أسى تعزفها فوق رأسي كوكبة من غرابيب سود.

أرى ولا أُرى …

في وسط تيار الحشد، كصخرة صغيرة على جدول الماء، رافضة الانصياع لتياره ، في تأمّـل سرمدي نحو السماء. طفل صغير يركض خلف أمه، شاب أنيق يهرول لأجلموعدٍ مع حبيبته، هرمٌ تعيس ذو ثياب بالية يمشي بتثاقل ويصطدم كتفه بكتفي اصطدامٌ خفيف، يبدي اعتذاراً ويكمل طريقه. أصوات أقدام ، وأحاديث يختلط بعضهاببعض فتكون سمفونية ضمن سمفونيات الحياة الرتيبة ، الجميلة في رتابتها. زعيق بائع البوضة تجاه المارة ، ترويجا لبرودة بوضته، يرد عليها نباح كلب أمام أحد المنازلكردة فعل تجاه اقتراب غريب أمام سياج المنزل. لوحة فنيّـة، تمتزج فيها الألوان امتزاجاً فريداً ، فكل امتزاج مختلف عن الامتزاج الذي يليه. تتخافت الأصوات، وتختفيالألوان ، شيئا فشيئا. وأصبح أنا وحدي على هيئتي، واقفٌ وسط التيار. وقد اختفى كل شيء. بقيت أنا والظلام، في قاع هوّتي، في وسط انهياراتي الداخلية، تعيس إنصح القول ، محطمٌ بالفعل. أقف على رصيف أحد المتاجر، رصيف قد مرّت خلاله في طريقها نحو وجهة ما. رصيف مقدس، يحمل طيف وقع أقدامها، الان وقد اختفى كلشيء ، لا احتاج حتى لإغماض عيني لاستحضار طيفها. طيفها حاضر ، لكنه مع التيار، أراه ولا يراني. آخذ نفساً عميقا من هواء الرصيف الملوث بدخان السجائر وعوادمالسيارات وحرارة المنازل . لأنني أعلم أن في هذا الهواء ، جزيئات عطرها ، لعلها تدخل صدري وتظل في رئتي فأصبح معها ولو بمقدار ذرة. أشمّها ولا تشمّنـي. أستحضرماضي ذلك اليوم الذي مرّت فيه على هذا الرصيف، استحضار متُخَـيّل ، فالخيال هو سلاحي الوحيد في بقائي صامداً ، استحضرها متخيّلا ، تسير على هدى ، ورأسهامنخفض، تنظر إلى خطوط طوب الرصيف. المتعرجة المليئة بالكلس، غارقة في أفكارها. أنظر بدوري إلى خطوط الرصيف الذي قدستْه بنظرة شاردة منها. أنزل على ركبتي،أتحسسه بأنامل يدي، وتجتاحني رجفة ألم ، تعاطفاً مع الرصيف، لأنه في واقع الحال مثلي، يرى ولا يُرى. أرجع إلى وقوفي ، مغمض العينين هذه المرة ، لتخصيب خياليأكثر فأكثر. أراها، بين الحشود، تسير مع التيار، أمد يدي لكنها لا تصل، أحاول مناداتها لكن لاصوت يخرج من حنجرتي، أصرخ لكن صوتي مكتوم، أحاول السباحة ضدالتيار، لكنـي لم أتحرك حتى قيد أنملة. أهرول وأركض، لكن المكان هو نفسه والرصيف ذو الخطوط المتعرجة لم يتغير . أتمزّق ألما على ألم، حتى في خيالي عاجزٌ ، أرى ولاأُرى. أفتح عيني ، فأرى الرؤية أصبحت ضبابية، أتحسس عيني بأناملي فأجدها مبتلة، خيالي ولّى ظهره وتركني، أصبح كحركة التراجع المرورية، مجرد تذكير إلى واقعيالمهشّم وإلى حالتي البائسة.عقلي يريد الخروج من هذه الهوة، وقلبي يأبى ورجلي لا تتزحزح، قضى الزمان أن أظل في هذا الوضع الأبدي، وسط التيار ثابت، حاضروغائب، قريب في بُـعدي ، وبعيد في قرُبـي، أرى ولا أُرى.

image

خلال ضباب الدماء، اشق طريقي . متبعاً إحساسي ، حيث الرؤية تقف عاجزة عن تتبع أي طريق ينبغي اتخاذه. أتابع المسير ، وقلبي يضطرب مع كل خطوة ، يضطرب مع فكرة ان هذا الطريق لانهاية له ، يضطرب لفكرة أنني في متاهة أبدية ، حيث لا خروج، لا توقف، ولا رؤية. منزوع الادراك والارادة. سرت إلى أن تمكن مني التعب، تعبت من نفسي ومن ضعفي ومن رطوبة الضباب الذي ملأ صدري بروائح الدماء، دماء لا أعرف مصدرها، كم يؤرقني ويمزقني ان لا أعرف مصدرها. لا أعرف كم مضى على حالتي هذه، بدأت أشتاق الى نفسي، الى إرادتي ، وحواسي، بكيت حيث لم يتبقى لي سوى البكاء، هو الشيء الوحيد الذي لم يُنتزع مني. سقطت على ركبتي باكياً، وخلال دموع البكاء التي تضفي رؤية حالمة وسرابية للواقع، بدأ الضباب ينقشع، وأبصرت الصورة. جثث، مترامية هنا وهناك، بعضها مسحوق تماماً، والاخر لازال يحتفظ ببعض أطرافه، بينما الآخر لم يترك سوى الدماء، حيث تكون هي الدليل على وجوده. كانت الجثث تحمل صورتي، وجسدي، أرى نفسي مقتولا، هنا وهناك، بين الأزقة وعلى الرصيف، فوق السطوح وطافياً بتعاسة يجرفني تيار المجارير. ترى مالسبب؟ مالذي فعلت بذاتي؟ ماذا فعلت نفسي بنفسي؟ وخلال تساؤلي، نهضت جثة تنزف دماً من عينيها وأخرى تنزف من فمها، وثالثة تنزف من قلبها، ورابعة وخامسة، ثم سادسة وسابعة، جميعهم يتجهون نحوي، ويضموني واحدا تلو الآخر، وخلال هذا الطقس المقدس، نقلت جثث الأنا مختلف الاسباب التي قتلتني. كانت هذه تشكو نسياناً أصابها بسهم في صدرها، وأخرى تبكي حزنا سحقها وأخرى تصف قتالا خاسراً مع اليأس طرحها أرضاً، ورابعة تريني آثار اعتداء عنيف من الكآبة عليها، كل أنا تصف وتشكوا لي سببا. الى ان انتهت آخر أنا ، مشيرة بأصبعها إلي، قائلة أنت سبب كوني على هذا الحال، أنت هو القاتل الحقيقي، الذي قتل بدم بارد جميع الأنا خاصته. وليست الأسباب سوى ضحايا بريئة من كل التهم التي وجهتها أناك لها . قتلت نفسك و أشرت بأصابع الاتهام نحو النسيان واليأس والكآبة وغيرهم ، وهم بريئون من ذلك كله. بدأت أخرى تقول نعم انت السبب في ذلك ، وأخرى توافقها، الى أن سقطوا جميعهم صرعى من جديد. وعاد ضباب الدم الأحمر، لكني هذه المرة لم أستطع السير مجددا، إذ لم أقو على الوقوف، أحسست بجسمي بارداً كالثلج. أرى يداي ممسكتان بخنجر فضي عطش مغروز وسط قلبي، حيث يروي عطشه من الدماء المتفجرة من قلبي. ربما كانت أناي محقة، ربما كنت انا السبب الحقيقي وراء ذلك، ربما ارتديت أقنعة اليأس والكآبة والحزن وقتلت نفسي، فظننت ان هذه الاسباب قتلتني، بينما كنت نهاية أخدع نفسي. ربما مع طول ارتدائي للأقنعة أنغمس معنى هذه الأقنعة في نفسي واتحد معها، حيث أصبحت أنا نفسي هي اليأس والكآبة والحزن، لكن وهل يهم ذلك كله؟ فمدينتي استحالت صحراء قاحلة، وسكانها الأنا تلون بدمائها الرمال وتحيلها من صفراء الى حمراء قانية، أسقط على الارض ، أنظر إلى أقدام قاتلي المنتصب واقفاً ، يداه ملطختين بدمي، بدمه، انظر بألم الى الأنا ، الى نفسي، التي ستقتل هي بدورها على يدي.

في صبيحة أحد الأيام ..

أخرج مجيباً نداءات الصباح لعملي المعتاد ، أجتاز الطرقات والأزقة نفسها ، الوجوه نفسها . لكن هناك رائحة مختلة ولون جديد وصوت عذب ، في مكان ما . تبعت الرائحة ، وكلما اشتدت قوة الرائحة اشتد معها صوتها وعمق لونها. وصلت للمركز فرأيت شابة تعزف على قيثارتها . مغمضة العينين ، وكأنها تؤدي شعيرة مقدسة ، أناملها المحمرة في أطرافها ، تتراقص على أوتار القيثارة ، والأوتار بدورها تستجيب لتلك النعومة والقيثارة تحكي هذا التناغم . اقتربت منها ، ووضعت حقيبتي على الارض ، وجلست بجانب الحقيبة ، استمع الى تلك الانغام ، استمع الى صوت الحياة والموت ، صوت الفرح والحزن ، الى تلك العواطف المبعثرة والتي تسير بإيقاع منتظم ، أحس بنفسي تسقط كل حصونها ودفاعاتها . فرغم كل حرب دخلتها ، سواء انتصرت فيها ام هزمت ، لم اتخلى ابداً عن دفاعاتي ، لكن امام غزو تلك الانغام لنفسي ، رأيتني أسقط دفاعاتي كلها .توقفت الفتاة بعد ضربة حزينة أخيرة على الاوتار ، ونظرت الي ونظرت انا بدوري اليها . كانت مبهورة الانفاس جراء رقص روحها مع الانغام ، كانت تبكي ، والفيتني انا ابكي وكلانا ينظر الى بكاء الآخر. كلانا فقد شيء عزيزٌ على قلبه ، ربما الفقد هو الشيء المشترك بيننا والذي جمعنا في هذه اللحظة. لكنها اختارت ان تترجم عواطفها بعزفها العذب الرقيق ، وانا اخترت أن أخبئ عواطفي خلف حصوني ودفاعاتي . وياعجباً ، أرى عذوبتها انتصرت على كتائبي فغزت مدينتي بقيثارة ، وفتحت حصوني واحدا تلو الآخر بآناملها الرقيقة التي تعلوها بعض الحمرة ، واقتحمت قصري بعواطفها الجياشة ودخلت غرفتي الحصينة ، وأمسكت برأسي تضمه الى صدرها بينما كنت أنشج وابكي بكاءاً حاراً . كم هو مؤلم ان تصبح بلا دفاعات ، انت تصبح مفضوحاً ، أن تحاول بيأس اخفاء ضعفك . أخذت تمسح على رأسي بأنغامها ، وتهدهدني ، إلى أن ألفتها وعشقت رائحتها وأبيت الانفصال عنها ، مريدا ان اتحد معها لنصبح واحداً . أيقضني من أحلامي تصفيق الجمهور بعدما انتهت فتاتي ، بينما كنا لانزال ننظر إلى أرواحنا المرهقة . نعم ، لأن كلانا حتماً فقد شيئا عزيزاً على قلبه.

وحيـد ..وسط قلعتي المهجورة ، محاطاً بالصمت ، بالسكون ، محاطاً بالخيبة .أدخل يدي في جيبي ، أنظر إ

وحيـد ..
وسط قلعتي المهجورة ، محاطاً بالصمت ، بالسكون ، محاطاً بالخيبة .
أدخل يدي في جيبي ، أنظر إلى صورنا معاً ، وقد أكلها النسيان وأتلفها ، أتأمّل جراحات الحرب ، التي نزفت كل دمّي ، أتأمل ندوب الزمان التي لازالت تنزف ذكرى مؤلمة .
كل شيء حولي بلا روح ، ميّت ، بلا أثر ، منسي ، وقريباً سأصبح غباراً تحمله رياح الزمان ، اسماً بين سطور النسيان ، شعراً بين فصول ملحمة العدم .
لم يعد لدي اكثير من الوقت ، أرى قلعتي تتهادى ، تتلاشى ، إحسّ بنفَسِـي يهدأ ، ونبضي يتباطأ، فقدت كل شيء ، فقدت اسمك ، فقدت صوتك ، عبقك ، وكان اشدها إيلاماً هو فقداني صورتك .


Post link

استعْرِض النفوسَ البشرية وارْفَع عنها ذلك الحجاب الذي وَضَعَهُ عليها التحفَّظُ والاحتجاز والنفاق والحياء، تَجِدُ فيها منَ الدناءةِ والقسوة والقبح ما يجعلُ الشكّ في اليقين، والقلق في الاطمئنان، واليأس في الأمل.


عبد الرحمن شكري ✎

ثمَّةَ سطرٌ أرغبُ بكتابتهِ ولكنّي أفشل، يبدو جميلًا كلَّما ردّدتُهُ في رأسي، ويبدو سيئًا كلَّما كتبته؛ ربَّما سِحرهُ يقعُ في عدمِ وجوده، ربَّما الوجودُ يُشَوِّهُ الأَشياء !

لا تُقابل الناسَ بأَيدٍ مفتوحة؛ سَتُصلَب!

سَيُحدِّثونَك كثيرًا عَن الأملِ و التمرُّد وحياتك المستقبليَّة والمشعة و المختلفة والمليئة بالإنجازات، ثُمَّ ستجدُ نفسكَ أمامَ واقعٍ ضحل، في بلدةٍ بائسةٍ تعيشُ على الهامشِ وسطَ عقولٍ منكمشة.

لعلَّ المرءَ لا يهمّهُ أنْ يُحِبَّهُ الناس بقدر ما يهمّهُ أنْ يفهموه !


جورج أورويل ✎

كُلَّما أحببتُكم تزدادونَ موتًا؛ رُبَّما لأنَّ محبَّتي غُراب!


بسّام حجار ✎

كيفَ لا يشتاقون؟ أليسَ في مدينتهم ليل؟


محمود درويش ✎

ما الذي يُمكِنني أنْ أفعلَهُ لَو ظَلَّ ذلِكَ الخوف ينبِضُ في جسدي بدلاً مِنَ القلب ؟


فرانس كافكا ✎

‏الأَمرُ مُعَقَّد، كَشَجَرَةٍ تُفَكِّرُ في الاسْتِلْقَاء!

و ارتختْ قبضتها على المجدفين .. إلى أينَ تذهب؟ إلى أينَ تهرب ؟

وممّن؟ منَ الناس! الوحدةُ معها وهي وحيدة، والوحدةُ معها وهي معَ الناس. الوحدة فيها هي، في نفسها، في أعماقها، في دمها كالسرطان تنمو و تتضخم.


لطيفة الزيات ✎

يجبُ أنْ يقفَ هذا العالمُ ساعتين، لكي أضعَ لافتةً عليه، يقرأُها العامُ القادم وهو يهمُّ بالدخول:

«نَحنُ المَنْسيونَ حَاوِل أَنْ تُعَانِقَ أَحلامَنا»

وهذا القلب ألا يُجيدُ شيئًا غيرَ تعذيبي؟


✎ Jorah

العصَافيرُ التي تُولدُ في الأقفاص، تَحسَبُ السَجَّانَ ربًّا والقَفصَ وطنًا.

loading